بدأت قيمة الجنيه الاسترليني في الارتفاع، ولو ببطء، في الشهر الماضي حيث وصل زوج العملة إلى 1.12 يورو للجنيه الواحد في الأيام القليلة الماضية، جاء هذا بعد أن كان سعر الجنيه قد بلغ أدنى مستوى له على الإطلاق ب1.06 يورو للجنيه الواحد. و هذا يعني بأن قيمة الجنيه قد تعافت و عادت إلى ما كانت عليه قبل الانخفاض الحاد الذي عرفته في بداية شهر غشت.
إذا ما نظرنا إلى الوراء و في المدى المتوسط فإن قيمة الجنيه كانت في انخفاض منذ استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سنة 2016، مع فترات من الاستقرار النسبي. وحتى فترات النمو تخللتها انخفاضات حادة عادة ما كانت نتيجة حدث سياسي أثار القلق في الأسواق.
خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيؤدي حتما إلى نهاية الجدل و الصراع السياسي، لكن نفس الشيء لا ينطبق على مصير الجنيه. و في حين أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيؤدي لا محالة إلى انخفاض حاد آخر في قيمة الجنيه الإسترليني، فإن ما سيحدث بعد ذلك غير مؤكد. الكثير رهين بمدى تأثر الاقتصاد البريطاني بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. إذا ما فاق أداء الاقتصاد البريطاني التوقعات فإن الجنيه سيرتفع، و إذا حدث العكس فسينخفض أكثر. من ناحية أخرى، لا يجب أن ننسى بأن اقتصاد الاتحاد الأوروبي سيتضرر بدوره من خروج بريطانيا، وقد يشكل هذا عاملا يخفف من أثر انخفاض الجنيه.
