ليس الأمر أن العالم المتقدم يشهد فترة من أطول فترات النمو الاقتصادي المستمر بعد الحرب العالمية الثانية. الوضع الحالي له بعض أوجه التشابه مع الوضع في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر.
لاحظ داريو بيركنز، محلل الاقتصاد الكلي لشركة الاستشارات TS Lombard، أن الأزمة المالية التي تركت وراءها ضغوط انكماشية ونمو منخفض في إنتاجية العمل وفي الدخل السكاني وزيادة في تأييد أو معارضة العولمة، ليست بالأمر الجديد. فقد واجه الجزء المتقدم من العالم وضعاً مشابهاً في أوائل السبعينيات في القرن التاسع عشر.
وبدأت الأزمة الاقتصادية العالمية الأولى في عام 1873 والتي استمرت ست سنوات في الولايات المتحدة وحدها. وسبقها، ضمن أمور أخرى، فترة طويلة من النمو الاقتصادي وانخفاض في معدل البطالة. وكان كل ذلك مصحوب بالتفاؤل والاعتقاد بأن النمو سيستمر في السنوات القادمة. ولكن انهيار بورصة فيينا في أيار/مايو 1873 أحبط جميع التطلعات المتفائلة. وبدأت الأزمة المالية تنتشر إلى بقية العالم وسرعان ما تحولت إلى أزمة اقتصادية. ما إذا كان التاريخ يعيد نفسه أم لا، هذا ما سيجيب عليه تطور الوضع في الأشهر القادمة.